الحمْدُ لله الكَرِيْمِ الهَادِي، وبَاعِثِ النَّبِيِّ الأمِّيِّ الهَادِي، أفْصَحَ مَنْ نَطَقَ بالضَّادِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ اللُّيُوْثِ العَوَادِي، ومَنْ تَبِعَهُم بإحْسَانٍ إلى يَوْمِ التَّنَادِي …. وبعد
إن طلب العلم أنفس ما أنفق فيه البشر أعمارهم وأموالهم، وإن العلم الشرعي من أهم الضرورات التي يحتاجها الفردُ المسلمُ في حياته، وتحتاجُها الأمةُ كلُّها في مَسيرتِها الحضاريةِ، فبالعلمِ الصحيحِ المأخوذِ من الكتابِ والسنةِ ترتقي الأمةُ، وتخرج من ظلماتِ الجهلِ ودَرَكاته إلى سماء العزِّ والمجدِ والسؤددِ، فهو السبيلُ الأمثلُ لإصابةِ الحقِّ، وسلوكِ نهج الوسطية والاستقامة، وهو الطريق إلى الجنة؛ وقد جاءت النصوص الشرعية في الإعلاء من شأن العلم وشأنِ حامِليه وأصحابه، كما دلت على أهمية العلم أدلة كثيرة من الكتاب والسنة، يقول الله تعالى: )يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[ [المجادلة: 11] وقال تعالى: ) شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ [ [آل عمران: 18]، وروي عن أبي هريرة في صحيح مسلم: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) رواه مسلم.
وإن حاجة الناس اليوم إلى العلم الشرعي المستمدة من الكتاب والسنة من أعظم الحاجات، بل تبلغ أحياناً مبلغ الضرورات، وبخاصة في هذا الزمان الذي كثر فيه الجهل، وانتشر الباطل، مع بُعْدِ الكثيرِ مِنَ الناس عن مجالس العلم وحلقات التدريس، ولذا فمن هيأ الله له أسباب الطلب فليشكر الله تعالى على هذا، لأنه جل وعلا بهذه التهيئة أقامهم مقام العبودية الحقة، فمن يرد الله تعالى به خيرًا يفقه في الدين.
ولما كان من الأهدافِ الكبرى لـ ”أكاديميةِ سماحة للتعليم عن بعد“إيصالُ العلمِ الشرعيِّ إلى الناسِ بشتَّى الطُّرُقِ، وتيسيرُ سبلهِ وتلقِّيه، لتُساهمَ في سد احتياجاتِ المجتمعاتِ المسلمة، ولتكون عوناً على تيسيرِ التعليمِ الشرعيِّ، فقد اعتمدت على نظام “التعليم عن بعد” حيث يُعتبر التعلّم عن بعد من أكثر الطرق التعليميّة حداثة، وهو عبارة عن تقديم البرنامج التعليميّ في مؤسسة تعليميّةٍ، لشريحة من المجتمع تفصلهم عن مكان التعلم مسافات طويلة وتمنعهم من المجيء إلى موقع الدراسة، ويُعتبر هذا النوع جاذباً ومشجّعاً للطلاب على الدراسة الذين تقف بعض العوائق في وجوههم، وتمنعهم من إتمام تعليمهم أو التعلّم ضمن التعليم التقليديّ.
وتعمل أكاديمية سماحة لتكون مركزًا متميزًا في مجال العلوم الشرعية والإنسانية وذلك استجابة لاحتياجات المجتمع المسلم ووفق أحدث النظم المتبعة في التعليم باغتنام تكنولوجيا العصر.
وسيقوم نظام الدراسة في الأكاديمية على تدريس: ] دبلومين [ كل دبلوم في سنتين دراسيتين، كل سنة فيها أربع فصول موزعة على العام الميلادي من يناير إلى ديسمبر، وقد أُعدت المناهج في الدبلومين بشكل عصري ميسر، بعيدا عن الإغراق في غريب الألفاظ، والخلافات الكبيرة.
وهذه الديبلومات هي كالتالي :
- الدبلوم الأول: فقه الشريعة والعلاقات الإنسانية.
- الدبلوم الثاني: العلاقات الناجحة في الأسرة الزوجية والدعوية
ويمنح الطالب شهادةً بعد الانتهاء من كل دبلوم واجتياز الاختبار الخاص به، وهذه الشهادة معتمدة وموقعة من مجلس الإشراف العلمي.
والحمد لله رب العالمين
والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل
المشرف العام
الشيخ د.جاسم مهلهل الياسين